وعليكم السلام والرحمة شكراً لك أخي الكريم، وبارك الله فيك فلقد اصبت كبد الحقيقة، فإن الاستيقاظ من النوم نعمة ومنحة ومنّة من الله -تعالى-، كيف لا؟ والله -سبحانه- سمّى النوم موتاً؛ فالنوم موت أصغر؛ لأنّ الإنسان إذا نام صعدت روحه، فإن كان قد حان أجله، لن ترجع اليه روحه، وإن كتب الله له الحياة عادت إليه إلى أجل مسمى.
ومن أحسن ما نستقبل به يومنا الجديد عند استيقاظنا، دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ)، أخرجه البخاري عن عبادة بن الصامت.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث قد بشّرالمؤمن الذي يستيقظ من نومه ويبدأ يومه بالتهليل والتسبيح والتكبير، ومُردداً الحول والقوة، ثم دعا واستغفر، بشّره بالمغفرة من الله وإستجابة لدعاءه.
ومن الدعاء المُستحب ما ثبت عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ -رضي الله عنه- قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، أخرجه البخاري.
ومن السنة أن نسبق هذه الأدعية بالحمد لله، لأن الحمد أفضل الدعاء ولأنه يملأ الميزان، وكل عمل لا يُبدأ فيه بالحمد فهو ناقص وقليل البركة، وبعد الحمد نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ندعو بما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.