ماذا كان يفعل الرسول بعد صلاة الفجر؟

أشكرك أختي السائلة على حرصك على البحث عن المعلومة الصحيحة وحرصك على البحث عن تعاليم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتأكّد من الحديث الذي سمعتي عنه.

أما عن حديث: (بورِكَ لأُمَّتي في بُكورِها) فهو من الأحاديث التي ضعّفها العديد من المحدّثين، وحسّنه بعضهم، ولكن نذكره اقتداءً بما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما يفرغ من صلاة الفجر يبقى في مُصَلاّه حتى تطلع الشمس، وكان يجلس مع الصحابة ويتحدثون معه في أمور الجاهلية وما مَنَّ الله بها عليهم من الإسلام، وكان يستمعُ إليهم ويتبسّم.

وسنة البقاء في مُصلّى الإنسان حتى تطلع الشمس كان النبي -عليه السلام- يفعلها، وهي سُنّة مؤكّدة عنه -صلى الله عليه وسلم-، فكان يفعلها وكان الصحابة -عليهم السلام- يفعلونها أيضاً.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صلى الفجرَ ثم جلس في مُصلَّاه صلتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه، ومَنْ ينتظرِ الصلاةَ صلتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه). أخرجه أحمد في مسنده بإسناد حسن

وهذا الوقت من أفضل أوقات اليوم، فهو زهرة اليوم وفيه يكون الإنسان نشيطاً وفي تمام قوته، ويكون كذلك خالياً من المشاغل فيه، والأذكار التي كان يذكرها -عليه السلام- هي الأذكار التي يذكرها أدبار الصلوات، فيستغفر ثلاثاً ثم يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام). أخرجه مسلم في صحيحه

وجاء في السنة ما يبيّن فضل من يجلس بعد الفجر فيذكر الله إلى طلوع الشمس ثم يُصلّي الضحى، قال النبي: (من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامةً، تامةً، تامةً). أخرجه ابن عثيمين بإسناد حسن

فيستطيع المسلم أن يُسبّح ويهلل ويصلّي على النبي ويكبّر حتى تَطلُع الشمس، فالقليل من الذكر يخبئ للمسلم الكثير من الحسنات، قال النبيّ: (مَن قال: سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ حُطَّتْ خطاياه وإنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ البحرِ). أخرجه ابن حبان في صحيحه

وقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: (مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ، يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أكْثَرَ منه). وهو حديث صحيح رواه البخاري.