السلام عليكم، أنا شخص مهتم بعالم الرؤى والأحلام وكل ما يتعلق به، وكثيرا ما أتعجب من فكرة الرؤى والأحلام في أصلها، ويخطر ببالي سؤال: لماذا يرسل الله الرؤيا؟ وهل هناك حكمة ربانية من إرسالها للعباد؟
1
السلام عليكم، أنا شخص مهتم بعالم الرؤى والأحلام وكل ما يتعلق به، وكثيرا ما أتعجب من فكرة الرؤى والأحلام في أصلها، ويخطر ببالي سؤال: لماذا يرسل الله الرؤيا؟ وهل هناك حكمة ربانية من إرسالها للعباد؟
1
2
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنت تسأل -أخي الكريم- عن أحد أنواع المنامات؛ وهي الرؤيا التي تكون من الله -تعالى-؛ لأن المنامات يمكن أن تكون من الشيطان، أو أن تكون بسبب كثرة تحديث المرء نفسه بشيء ما، فيراه في المنام.
أما الرؤيا التي من الله -تعالى- فقد جعلها الله -تعالى- طريقة تواصل بينه وبين خلقه، لا سيما الصالحين منهم، وذلك كما يأتي:
وكان مما يُوحى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الرؤيا، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ). رواه البخاري في الصحيح.
كما أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- رأى رؤيا ذبح ولده إسماعيل، قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). "سورة الصافات:102"
وهذه يُخبر الله -تعالى- بها عباده ما يريده منهم، لا سيما الصالحين، ولا سيما في آخر الزمان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ، رُؤْيَا المُؤْمِنِ وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)، رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة.
وقد سمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا النوع من الرؤى بالمبشّرات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ، قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ). رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة
ولا يعني تسميتها بالمبشرات أن الرؤيا لا تكون إلا بالخير، فقد تكون منبئة عن الشرّ؛ ليستعدّ المؤمن لهذه المصيبة التي ستقع، أو ليحذر من شيءٍ ما، ويكون معنى المبشرات؛ أي التي تجعل المرء يطّلع على ما سيحدث له أو لغيره.
والله -تعالى- أعلم وأحكم.
2
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أخي السائل، إنَّ للرؤيا حِكماً عِدَّةً، منَّا من يُدرك طرفاً منها، ومنا من يُدرك كلّ حكمتها، فنسأل الله الوهاب أن يدلَّنا على الصواب، ومن الحِكم وراء إرسال الله - تعالى- الرؤيا ما يأتي:
تتعلق البشارة بالرائي أو المرئي له، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا نبوة بعدي، فشقَّ ذلك على الناس، فقال: لكن المبشرات، قالوا: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: رؤيا المسلم وهي جزءٌ من أجزاء النبوة)، "رواه الترمذي بإسنادٍ حسنٍ صحيحٍ".
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات، قالوا: يا رسول الله ما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له)، "حسنه الإمام أحمد في مسنده".
وثبت عن أبي الدرداء أنه قال: (عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِه عزَّ وجلَّ: (لهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) "يونس: 64)، قالَ: الرُّؤْيا الصالحةُ، يَراها المسلِمُ، أو تُرَى لهُ)، "أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح".
وتدل هذه الاحاديث النبوية الشريفة بالعبارة الواضحة، على حصول البشائر الإلهية، لذوي القلوب الطاهرة السوية؛ للتشجيع، والاتحاف، ورفع حالة النفس، واستنهاض الهمم.
والبشارة كما تحصل للأنبياء، فإنَّها تحدث للأولياء والمؤمنين، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- رأى مشارق الأرض ومغاربها، وأنَّه أُوتي كنوز كسرى، وهذا إشارةٌ الى بلوغ دعوته -صلى الله عليه وسلم- إلى مشارق الأرض ومغاربها، ورأى -صلى الله عليه وسلم- أنَّه يدخل المسجد الحرام وذلك قبل إبرام صلح الحديبية؛ فتحققت رؤياه.
ويرى المؤمن في زمن الفتن، ما يُبشره ويُثبِّت فؤاده على الدين القويم، كما يحصل مع الصحابة -رضوان الله عليهم-، فقد ورد أن سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، رأى في المنام الرسول الأمين يخبره أن يفطر عنده، فلما أصبح صام عثمان -رضي الله عنه-، فاستشهد في يومه هذا، وتحققت رؤياه ببشرى لقاء النبي الأمين.
تأتي الرؤيا للمؤمن لتحذيره من أمرٍ قد يحصل معه؛ ليأخذ حذره، ويستعدّ لما قد يحصل معه، وكذلك تنبيهاً له إن كان يرتكب بعض المخالفات والمعاصي، ليرجع عنها ويتوب الى الله -تعالى- توبةً خالصةً.
وقد يرى المؤمن مناماً من الشيطان ليُحزنه ويشتت قلبه، فإذا رأى المؤمن ما يكره؛ فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ويغير جهة نومه، وليصلِّ ركعتين، فإنَّه لا يضرُّه شيءٌ بإذن الله -تعالى-.
وأودُّ التنبيه لعظيم شأن الرؤيا المنامية، وأنَّها رسائل إلاهية للمؤمن، تحمل في طياتها إرشاداتٍ وإشاراتٍ وتنبيهاتٍ، وأصدق الناس حديثاً أصدقهم رؤيا، فمن نام متوضأً على جنبه الأيمن، ونام وهو يذكر الله -تعالى- وكان من أهل التقوى والصلاح، لم تكد رؤياه تكذب أبداً.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.