حيّاك الله -تعالى- وزادك من علمه وتقواه، ونفع فيك الأمّة الإسلامية. أمّا مدّ التمكين فهو المدّ الذي يحصل في حال التقاء الواو المديّة بالواو المتحركة، أو التقاء الياء المديّة مع الياء المتحركة، فعندها يجب أن نُمكِّن حرف المد؛ خوفاً من سقوطه، ويُمدّ بمقدار حركتين مدّاً طبيعيّاً واجباً، وسُمّي مد التّمكين بهذا الاسم لما يأتي:
- لأنّ على القارئ حال وصوله لحرفي المد -الواو أو الياء- أثناء تلاوة القرآن، وقد كان قبلهم أو بعدهم حرفٌ متحرّك مماثل لهم؛ فعليه أن يطيل بصوت حرف المد بمقدار حركتين
ويُعَدّ مد التمكين من المُدود التّابعة للمدّ الطبيعي الكلمي، ويُمدّ بمقدار حركتين دائماً في رواية حفص عن عاصم، وهو من المُدود التي ليس لرواية حفص فيها إلا القَصر، وللمدّ الطبيعي الذي يتفرّع منه مدّ التّمكين عِدّة أسماء، سنذكرها لتمييزها حيث وُجدت، فتسمى بالطبيعية أولاً أو بالأصليّة أو الذاتية.
- سُمّي بذلك من مَكَّنَ الشيء يُمَكِّنه، أي قوّاه وثبَّته وعَزَّزَه، وهنا نُثبِّت حرف المد خوفاً من أن يسقط أو يُدغم خلال القراءة.
ولم يأتِ مد التمكين بصورة واحدة فقط، بل لمد التمكين عدّة صور، وهي:
- أن تقع الياء المديّة بعد ياء مشددة مكسورة
مثل: (حُيِّيتُم)، "النساء: 86" فيجب تمكين المدّ وتبيينه، والحرص على تشديد الياء الأولى.
- أن تقع الواو المدية قبل واو متحرّكة
مثل: (ءامَنُوا وَعَمِلُوا). "البقرة: 25"
- أن تقع الياء المديّة قبل ياء متحركة
مثل: (فِى يَومَين)، "البقرة: 203" فيجب عندئذٍ تمكين المدّ في الواو أو الياء الساكنتين قبل متحرك بمقدار حركتين؛ خوفاً من الإدغام أو الإسقاط.
- أن تقع الواو المدية بعد واو مضمومة
نحو: (يَلْوُونَ). "آل عمران: 78"
- أن تقع الياء المديّة بعد ياء مكسورة
نحو: (يُحْيي وَيُمِيتُ)، "آل عمران: 156" فيجب تمكين المدّ عند النّطق به.