لماذا سمي المسجد النبوي بهذا الاسم؟

وعليكم السلام ورحمة الله، أهلاً بكم، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا زيارةً قريبةً لمدينة رسول الله، والصلاة في مسجده، وقد سُمّي المسجد بالنبوي نسبةً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر غير واحد من أهل العلم، تخصيصه بهذا الاسم دون غيره من المساجد، كمسجد قباء، لعدة أسباب، وهي كما يأتي:

1. لم يدُم قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة في مسجد قباء، إنما كان يزوره بالأسبوع مرةً.
2. لم يكن للنبي مُخالفة أمر ربه -صلوات الله عليه- بقيامه في مسجد المدينة، وترك مسجد قباء، إنما كان الأمر بالمكوث في مسجده، وهو المراد بقوله -تعالى-: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ) "التوبة: 108".
3. ذكر أهل العلم، أنُ المسجد الذي أُسس على التقوى هو مسجد المدينة، وليس مسجد قباء؛ لصحة أسانيد وأحاديث فضل المسجد النبوي، على الروايات التي تقول بأن المقصود هو مسجد قباء، ولأن الآية جاءت في مقابلة ذكر مسجد ضرار، الذي أُسس على الكفر، والضرر، والتفرقة.
4. مسجد المدينة، أحقُ بالتسمية بالمسجد النبوي؛ لمداومة النبي -صلى الله عليه وسلم- المكوث والصلاة فيه أكثر من مسجد قباء، وقد بنى النبي -صلى الله عليه وسلم- حجراته بجانبه، وفتح أبوابها عليه.

والمسجد النبوي، أو مسجد المدينة، أو مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ هو المسجد الذي بناه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في موقعه المعروف اليوم، عندما قدم مهاجراً من مكة إلى المدينة، وهو ثاني الحرمين الشريفين، والصلاة فيه مُضاعفة الأجر بألف صلاةٍ.

وهو من المساجد التي تُشد إليها الرحال، كما ثبت في صحيح مسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى).