لماذا سمي المسجد الأقصى بهذا الاسم؟

حياك الله ونفع بك، من الجيد تدبرّك في آيات الله -تعالى- والحرص على فهم معاني الآيات ومقاصدها، ومن المعلوم أنّ الله -تعالى- قد جعل للمسجد الأقصى الذي يقع في مدينة القدس؛ عاصمة فلسطين المحتلّة، فضلًا على غيره من المساجد؛ فهو أولى القبلتين؛ فقد صلّى المسلمون باتّجاه المسجد الأقصى في بداية دعوة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

وبالنسبة لسؤالك عن سبب التسمية؛ فقد سمّي المسجد الأقصى بهذا الاسم بسبب بعده عن مكة المكرمة، فكلمة الأقصى يقصد منها البعيد، وتُطلق عند وصف مكان بعيد، فيقال: هو في أقصى الأرض، أيّ أبعدها، وقد وصفه الله بهذه الصّفة؛ لبُعده عن المسجد الحرام الذي أسرى الله -تعالى- برسله منه في ليلة الإسراء والمعراج، ويسمّى أيضًا باسم بيت المقدس، أيّ المكان الطاهر النزيه.

وهو مسرى النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، الذي عرج منه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى السماء، وثالث الحرمين الشريفين حيث عدّه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثالث المساجد التي تُشد إليها الرّحال، بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومسجد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنورة.

ويدخل في هذه التّسمية كل المكان الذي يحيط بالمسجد بحدود السور، فيدخل في ذلك قبّة الصخرة المشرفة؛ وهي القبة ذات اللّون الذهبي، والجامع القِبلي؛ وهو الذي تعلوه قبةٌ ذات لون رماديّ يميل إلى الأسود، وغيرها من الأرفقة والأماكن داخل هذه الحدود للمسجد الأقصى.

وجميعها مباركة لوقوعها حول المسجد الأقصى؛ فقد بارك الله -تعالى- في هذه الأرض المقدّسة، وبارك فيما حولها حيث قال الله -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). "الإسراء: 1"