لماذا سميت معركة حطين بهذا الاسم؟

حياكِ الله ابنتي الكريمة، وأسأل الله العظيم أن يرزقك العلم والفهم والنجاح في الدنيا والآخرة، كانت معركة حطين معركة استثنائيّة في التاريخ الإسلامي، وكان أطراف هذه المعركة بين المسلمين والصليبيين، وبدأت أحداثها في يوم السبت الموافق 25 ربيع الثاني من عام 583 للهجرة.

سُمَّيت معركة حطين بهذا الاسم؛ نسبةً لقريةٍ في فلسطين تُسمّى حطين، التي وقعت فيها المعركة، واشتبك الجيشان بداخل أراضيها، وهي قرية تقع على جبل من جبال فلسطين، ولا تبعد عن مدينة طبريا سوى بضعة كيلومترات فقط، وقد تميَّزت هذه القرية بالمناخ المعتدل، وبالموقع الجغرافي الفريد من نوعه منذ القدم، الذي كان يشكِّل طريقاً رئيساً وحيوياً لغالبية القوافل التجارية.

سُميّت بذلك أيضاً؛ لأنَّها دارت على أراضيها كامل المعركة، من سهولها وتلالها، حيث قام المسلمون باستخدام مرافقها، من ساحات وآبار مياه، وحتى الأشواك والأعشاب، وذلك في سبيل الوصول للنصر؛ الذي حرص المسلمون على تحقيقه منذ البداية؛ فأدّت تلك الترتيبات التي اتّخذها المسلمون لإجبار الصليبيين على النزول بالقرب منهم، واستدراجهم والاشتباك معهم في المكان المخطط له من قِبَل المسلمين.

وكان نزولهم في سَهلٍ يقع بين لوبيا وحطين، فاستغلّ صلاح الدين الأيوبي -قائد المسلمين- هذه الفرصة، وهجم عليهم هجوماً قويَّاً مُوحداً، فما كان باستطاعة الصليبيين إلّا الهروب لتلال حطين؛ للنّجاة بأنفسهم، حيث قامت جيوش المسلمين بمحاصرة التلال، حتى قامت المعركة على مرتفعها في اليوم التالي.

كان النصرُ حليفَ المسلمين في هذه المعركة، وانهزم الصليبيون هزيمةً كارثيةً ساحقة أدّت لقتل وأسر أعداد كبيرة منهم، وكانت هذه المعركة سبيلاً لتحريرالقدس لاحقاً، وتحرير غالبية الأراضي التي احتلها الصليبيون من المسلمين، إذ نرى هنا أنّها حصلت في أغلب أماكن هذه القرية الفلسطينيّة، من بداية التمهيد حتّى النهاية.