لماذا أرضعت حليمة الرسول؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نعم هذا صحيح، فالسيّدة حليمة السعدية من مرضعات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد تشرّفت ثلاث نسوة -وفقًا لما ذكره أهل السيَر- بإرضاع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالإضافة إلى أمّه آمنة بنت وهب، وهنّ:

1. ثويبة مولاة أبي لهب؛ أرضعته أيّامًا قبل أن تأخذه حليمة السعدية.
2. حليمة السعدية.
3. وامرأة من بني سعد أرضعته وهو عند حليمة.

فقد قامت أمّه بإرضاعه أيّامًا قليلة ثمّ أرسلته إلى البادية مع حليمة السعدية لتتولّى هي مهمّة إرضاعه، والسبب في ذلك أنّ العادة التي كانت لدى أشراف قريش هي إرسال أبنائهم إلى المرضعات في البادية، رغبةً في تنشئة أولادهم على القوّة والشجاعة، فمن المعلوم أنّ بيئة البادية تختلف عن بيئة المدينة، فالبادية أكثر خشونة ويحتاج العيش فيها إلى القوة والصلابة.

كما أنّ إرسال الرضّع كان لأجل أن يتعلّم الأطفال الفصاحة والبلاغة وتنمو مهاراتهم اللغوية بقوّة، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليس الوحيد الذي أرسله أهله لاستكمال رضاعه في البادية، فعمّه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- كان أيضًا رضيعًا في بادية بني سعد، وقد قامت مرضعة حمزة بإرضاع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكان حمزة أخًا له من الرضاعة.

بالإضافة إلى أنّ شريفات قريش لم يكنّ يرضعن أبناءهن بل كنّ يدفعن بهم إلى المرضعات المستأجرات، وقد روت السيّدة حليمة قصة مجيئها مع نسوة من بني سعد إلى مكة المكرمة يطلبن الأطفال لأخذهم وإرضاعهم في البادية والحصول على الأجرة مقابل ذلك.

وقد بدأت البركات تظهر فى حياة السيّدة حليمة وعائلتها منذ أن أخذت رسول الله، وقد ظلّ عندها في البادية عدّة سنوات وكانت حريصةً على بقائه عندها إلى أن حصلت معه حادثة شقّ الصدر فقد خشيت عليه وردّته إلى أمّه.