كيف يكون ترتيب التسبيح بعد الصلاة؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكِ على هذا السؤال، وأسأل الله العظيم أن يثبِّت والدكِ على هذه الطاعةِ وأن يجزيه على ذلك خيرَ الجزاءِ، واعلمي أختي الكريمة أنَّ التسبيح يعدُّ سنّة من السّنن، ولا بأس بالإتيانِ به بشكلٍ عشوائيٍ من غيرِ ترتيبٍ.

أمَّا الترتيب الصّحيحَ للتّسبيحِ، فهو: سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر؛ إذ إنَّ هذا الترتيب الذي جاءت به الأحاديث في السنّة النبويّة، حيث أخرج الإمام مسلم في كتابه الصحيح حديثًا صحيحًا عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ).

وعليكم السلام، حياكم الله، إن ترتيب التسبيح بعد الصلاة من السنة، والأولى بالمسلم أن يأتي بها مرتبة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). "أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-"

فالترتيب في التسبيحات بعد الصلاة يكون كالآتي:

1. سبحان الله (33) مرة.
2. الحمد لله (33) مرة.
3. الله أكبر (33) مرة
4. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (مرة واحدة).

والأولى بالمسلم مراعاة الترتيب المذكور حتى يحصل الأجر كاملاً، فإن خالف الترتيب فلا حرج عليه إن شاء الله.

ومن الأدعية المسنونة بعد الصلوات:

1. الاستغفار(3) مرات.
2. (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ).

فعن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ). "أخرجه مسلم عن ثوبان -رضي الله عنه-"

1. (لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، وَلاَ معطي لما مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجد مِنْكَ الجَدُّ)

فقد كتب المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- إلى معاوية -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانَ، إذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ). "أخرجه مسلم عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-"

1. (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العمُرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فتْنَةِ الدُّنْيا وأعُوذُ بِكَ منْ عَذَابِ القَبْرِ)

فقد كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَتَعَوَّذُ منهنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، فَحَدَّثْتُ به مُصْعَبًا فَصَدَّقَهُ). "أخرجه البخاري عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-"

1. قراءة المعوذات: سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس.

فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن أقرأَ بالمُعوِّذاتِ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ). "أخرجه أبو داود عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه-، والحديث حسن"

1. (اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبادَتِكَ)

فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخذ بيده وقال يا معاذُ واللهِ إني لَأُحبُّك واللهِ إني لَأُحبُّك فقال أوصيك يا معاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ تقول اللهمَّ أعِنِّي على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك). "أخرجه أبو داود عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، والحديث صحيح".