0

كيف يتم التوفيق بين إبداع وإتقان الله في الكون، وصغر حجم الكون عند الله؟

السلام عليكم، من خلال دراستي أجد تداخلًا بين مظاهر إبداع الله في الخلق ومظاهر إتقانه، والموضوعات التي تطرح عن صغر حجم الكون عند الله، وأنه لا يساوي شيئاً عند الله، فكيف يتم التوفيق بين إبداع وإتقان الله في الكون، وصغر حجم الكون عند الله؟

07:56 09 ديسمبر 2021 190 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
سندس أبو محمد
سندس أبو محمد . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 07:56 09 ديسمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله، أقرّ الله عينك باليقين التام، والإيمان الصادق، صحّ عن سهل الساعدي -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماءٍ) "أخرجه الترمذي، وقال صحيح غريب".


وهذا الحديث نصٌّ صريحٌ بأن الدنيا بأكملها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، هذه الحشرة الصغيرة تجعل الكون وما فيه لا يساويها، فلربما كانت هي أكبر وزناً، وهذا من باب تقليل شأن الدنيا وإظهار قدرة المولى -سبحانه- الذي لا يعجزه شيء، والمتصرف بكل شيء.


وهذا لا يتنافى مع إبداع الله -عزوجل- وإتقانه لأصغر تفاصيل هذا الكون، من المخلوقات، والكائنات الحية، بل بأدق التفاصيل المتواجدة في هذا الكون، ولنضرب مثالاً على ذلك؛ جمال المجرّات وتعدّدها، واختلاف أحجامها، أمرٌ مدهش للإنسان فهو مخلوقٌ لا يستطيع أن يصنع مثلها.


والمولى -سبحانه- موجدها ومُتقنها والقادر على محوها والإتيان بغيرها، وهي لا تساوي أمام عظمته شيئاً، ولا تعني له شيئاً، والتي تدل على أن خالقها واحدٌ، والمتصرف في شؤونها واحدٌ، والجامع لكل معاني الإبداع والاختراع واحدٌ -سبحانه وتعالى- علواً كبيراً.


ولو قِسنا الأمر على قدرة الإنسان، فإن المتأمل لبعض مظاهر الحضارة القديمة ودقة زخرفاتها ورونقها، يجد أن هذا العمل تحفة معمارية تسلب العقل وتبهره، بينما هي عند صاحبها ليست بشيءٍ لأنه يصنع الأفخم والأعظم، ولديه القدرة على ذلك، فهل هي حقاً ليست بالشيء المبهر؟ بالطبع لا، إنما هي للقادر على الإبداع بأفضل مما جاء فيها أمراً هيناً، ولله -سبحانه- المثل الأعلى.


وإن هذا الكون المتفجر بكل أصناف الجمال، والإتقان يحتاج إلى علمٍ شامل، وحكمةٍ متناهية لوضع كلّ شيءٍ بمكانه المناسب، ويحتاج أيضاً إلى الغنى اللامتناهي، والخزائن المليئة بالخيرات الدائمة، وكل هذا لتذليله وتسخيره للهدف الأسمى والأجلّ لهذا الإنسان، فيصير عليه سيداً بحسن الاستخلاف والإعمار، وإفراد العبادة لله وحده.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع