كيف يؤدي عدم السمع وعدم استعمال العقل إلى التكذيب بالرسل عليهم السلام؟

أهلاً بك السائل الكريم، وزادك الله علماً وثبتك على طاعته -سبحانه-، وبالنسبة لسؤالك فقد ورد عن أهل العلم عدة أقوال في تفسير هذه الآية الكريمة، نلخصها بما يأتي:

1. عدم سماعهم للإنذار بنية طلب الحق والبحث عنه، وعدم التأمل التام العقلاني لكل ما ينذرهم به الرسل، جعلهم في جملة أهل النار والعذاب.
2. في الآية الكريمة دليلٌ على أن التكليف يقوم على إقامة الحجج التي تخاطب الأسماع والعقول، وأنهما -السمع والعقل- من الأمور الملزمة لصاحبهما إن سلمتا من كلّ عيبٍ على اتباع الحق ومعرفته.
3. التدبر والتفكر والنظر هي أساليب الانتفاع بالعقول والأسماع.
4. سماع النصيحة وإدراك ما فيها يقي من العذاب والخزي يوم القيامة.
5. السماع للحقّ أدعى للتفكر فيه وأدعى لاستخدام العقل، مما يؤدي إلى اتباع الهدى لا الهوى.
6. لا يعرف المرء الخطأ إلّا بمعرفته للصواب، ومرجع الصواب للمسلم متابعة الشرع وما فيه، فالعاقل من أمره عقله بمتابعة أوامر الله ونواهيه.
7. لا تنفي الآية الكريمة العقل عن الكافرين، إنما تنفي أعماله؛ فإنما كانت الحكمة من العقل في الإنسان دون سائر المخلوقات للتفكر في شأن التوحيد، والاستدلال على الله -عز وجل- فمن عطله لم يستعمله على الوجه الصحيح، وكذلك السمع، والبصر، والقلوب.
8. قال بعض العلماء بأن هذه الآية الكريمة تدل على تفضيل السمع عن البصر.

يقول المولى -عز وجل- في سورة الملك: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)، "آية: 10"، لقد جاءت هذه الآية الكريمة على لسان أهل النار، عندما سألهم الخزنة باستنكار شديد: ألم يأتكم من ينذركم ويحذركم من العذاب الأليم؟

فكان جوابهم بأن جاءهم النذير المبعوث من الله -سبحانه- لكنهم كذبوا به، ونفوا أن يُنزّل الله -سبحانه- شيئاً واتهموا الرسل بأسوأ الصفات، ثم أسندوا أسباب كل ذلك إلى عدم سماعهم وتعقّلهم للدعوة، مما أوردهم في السعير، في نار جهنم.