كيف كانت علاقة الزبير بن العوام بالرسول الكريم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عند قراءة كتب السيرة ستتضح لنا العلاقة المميزة بين الزبير بن عوام والرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد روي أنّه أُشيع ذات يوم أن محمد -صلى الله عليه وسلم- أُخذ مكة، فخرج الزبير، وبيده السيف، قال عروة بن الزبير: "نفحت نفحة من الشيطان أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير.

وكان غلام ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، حتى أتّى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: مالك يا زبير؟ فقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك"، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- له ولسيفه، ولهذا فهو أول من سلَّ سيفاً في الإسلام.

وقد لُقّب بحواري الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ الأحْزَابِ: (مَن يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنَا، ثُمَّ قالَ: مَن يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنَا، ثُمَّ قالَ: مَن يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنَا، ثُمَّ قالَ: إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ، وإنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ) "أخرجه البخاري"، ولقبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحواري؛ لأنّه كان ينصر النبي -صلى الله عليه وسلم- على عدوه ويمنع الأذى عنه.

ويجدر بنا التعريف بالزبير وهو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، أمّه صفية بنت عبد المطلب، وهو ابن عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

أسلم الزبير وهو صغير، واختُلِف في سنِّ إسلامه، فقيل أنّه أسلم وهو ابن ست عشرة سنة، وقبل أنه ابن اثنتي عشرة سنة، وقبل ابن ثماني سنوات، وكان عمّه نوفل يعذبه؛ ليرجع عن الإسلام، فكان يعلقه في حصير، ويدخّن عليه، وكان الزبير يقول لا أكفر أبداً، فلما رأى عمّه أنه لا يترك الإسلام تركه.