كيف أظهر الفرح بمولد النبي؟

وعليكم السّلام ورحمة الله، بارك الله لكِ في أبنائك..

من الجيّد حرصك على توجيههم للنهج الصحيح، ومن ذلك بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي، حيث يرى بعض العلماء جواز الاحتفال بالمولد النبوي ضمن ضوابط وشروط معيّنة، ومنهم العسقلاني والسخاوي، من هذه الشروط أن لا يكون الاحتفال بالغناء والاختلاط المحرم.

فيكون احتفالكم في هذا اليوم من خلال إظهار الامتنان لله -تعالى- لبعثِه نبي الهدى محمّد -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ كقراءة القرآن الكريم، ومدارسة سيرة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أطفالك، على اعتبار أنّ الاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التي لا تعارض أصول الدين، ولا هدي النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

وقال بعض العلماء بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي؛ لكون ذلك بدعة لم يفعلها أحدٌ من السلف الصالح، ولم يفعل ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا أصحابه -رضوان الله عليهم-، ولم يُظهروا الفرح إلّا في الأعياد التي شرعها الله تعالى للأمة.

فإن سألك أطفالك عن كيفيّة الاحتفال بالمولد، فأخبريهم بسيرة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وبأهميّة هذا اليوم الذي وُلد به نبيّ الأمة، فأشرق نور الإيمان في الكون، وقصّي عليهم القصص من سيرته.

وعليكِ بحثهم على الإكثار من الصّلاة على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، لما لها من فضل عظيم، وأجر كبير، وبيني لهم كيف كانت حياة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مليئة بالتضحية ليصل إلينا هذا الدين.

وأخبريهم بأهميّة الاقتداء برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، واتّباع هديه ونهجه، أمّا المبالغة في الاحتفال من رقص، وغناء، وابتداع عبادات مصاحبة لهذا اليوم؛ فهذا لا يجوز، فالعلماء الذين أجازوا إظهاروا الفرح في مولد النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- اشترطوا في ذلك عدم فعل أيّ مظهر من مظاهر الفرح التي فيها مخالفة للشريعة الإسلاميّة.

والله تعالى أعلم.