بداية بارك الله فيكِ لحرصك على تربية أبنائك تربيةً صالحةً تقوم على توضيح التعاليم الإسلامية لأبنائك، وبإمكانك أن تخبري أبنائك بقصة يوم عاشوراء عن طريق سردها كحكاية متسلسلة تناسب أعمارهم؛ ثمّ تبيني لهم بعد ذلك سبب صيام هذا اليوم، وأنّ الصيام هو الفعل الصحيح في هذا اليوم، وكل ما يخالف هدي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يعد صحيحًا.
فتبيني لهم أن نبي الله موسى -عليه السلام- أرسله الله -تعالى- لدعوة ملك مصر المتجبر وهو فرعون، الذي كان يعذب بني إسرائيل، فلم يستجب فرعون لدعوة موسى -عليه السلام- حتى خرج ومن معه من أتباعه من مصر هربًا من بطش فرعون.
إلا أن فرعون تبعهم وأرسل جنوده خلفهم، وكان ذلك اليوم هو اليوم العاشر من محرم، فأمر الله -تعالى- نبيه أن يضرب البحر بعصاه، فشق الله البحر إلى نصفين، وهذه معجزة من الله -تعالى- لينجي عباده المؤمنين.
وتبيني لهم أن الله -تعالى- أخبر عن هذه الحادثة في كتابه حيث قال: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}، [الشعراء: 63] وحين رأى فرعون هذه المعجزة لم يتراجع وحاول أن يلحق بموسى ومن معه، فأهلكه الله -تعالى- وغرق فرعون وجنوده، وأنجى الله نبيه موسى -عليه السلام-.
ثم تبيني لهم أن الفعل الصحيح في هذا اليوم هو الصيام والسبب في ذلك أنّه لما جاء النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة ورأى اليهود تصوم هذا اليوم؛ لأنّ الله نجى به نبيه موسى ومن معه من بني إسرائيل، صامه وأمر الناس بصيامه.
وتوضحي للأطفال أنّ هذه هي قصة يوم عاشوراء كما أخبرنا بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ونحن نصوم هذا اليوم اتباعًا لهدي رسول الله ونهجه، وأوصانا بصيام اليوم التاسع لمخالفة اليهود.