كيف أدعو لمن أحب دعاء من القلب؟

حياك الله أختي الفاضلة، وأسأل الله أن يديم بينك وبين صديقاتك المحبة ويجمع بينكن على الطاعة والعمل الصالح.

سؤالك ينقسم الى شقّين:

1. الأول: كيف أدعو لمن أحب دعاء من القلب؟ فالأمر سهل وميسور، فلك أن تعبّري عما يجول فى قلبك من مشاعر بالدعاء واللغة والكلمات التي ترتاحين لها، فاطلبي من الله ما تشائينَ فإنَّ الله سميعٌ مجيب الدعاء.
2. أما كيف أدعو الله أن يديم صداقتنا ويحقق لنا ما نريد؟ فقولي فى دعائك ما يدل على معنى قولهِ تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) "سورة الأنفال: 63".
3. ويُمكنك الدعاء بقول: اللهّمَ يا مؤلّفَ القلوب ألّف بين قلبي وقلبِ صديقاتي على الخَير، اللّهم اجمع بيننا دائما على ما يُرضيكَ وترضى بهِ عنّا، حتى تكونَ صلتنا ببعضٍ على ما تحبُّ لنا، وتَمدَّ لنا في صداقتنا إلى أن تجمعنا في جِنانِ الخُلدِ يا الله.

حياكم الله، وأهلاً وسهلاً بك، أختنا العزيزة، وسأذكر لكِ فيما يأتي بعضاً من الأدعية الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يخص الدعاء للأصدقاء وغيرهم من الناس الذين نُكن لهم الود والإحترام:

1. دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-

عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (لما رأيتُ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ طِيبَ النَّفْسِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ لي، قال: اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم من ذنبِها وما تأخَّرَ، وما أسرَّتْ وما أعلنَتْ؛ فضحكتْ عائشةُ حتى سقط رأسُها في حِجرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من الضَّحِكِ؛ فقال: أَيَسُرُّكِ دُعائي؟ فقالتْ ومالي لا يَسُرُّني دُعاؤُكَ، فقال: واللهِ إنها لَدَعْوتي لأُمَّتي في كلِّ صلاةٍ) " حسنه الألباني" فعندما تذكُرين هذا الدُّعاء، تقومين بتديل كلمة أحبة وأصدقاء بدلاً من عائشة.

1. دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنس -رضي الله عنه-

لكِ أُختي العزيزة أن تقومي بالدعاء بما دعا به النَّبيُّ -عليه الصلاة والسلام- لخادمه أنس؛ فعن أم سليم - رضي الله عنها - أنَّها سألت النَّبيَّ: (أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ له، قالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ). "أخرجه البخاري"

1. دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في المجلس

كان الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يقوم من مجلسٍ غالباً حتَّى يدعو لأصحابه؛ فكان يقول: (اللهمَّ اقسِمْ لنا من خَشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصِيك، ومن طاعتك وما تُبَلِّغُنا به جنَّتَك، ومن اليقينِ ما يُهوِّنُ علينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتِنا ما أحيَيتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأْرَنا على مَن ظلمَنا، وانصُرْنا على من عادانا، ولا تجعلْ مُصيبتَنا في دِينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلغَ عِلمِنا، ولا تُسلِّطْ علينا من لا يَرحمُنا). "أخرجه الترمذي، حسن غريب"

وسأذكر لكِ فيما يأتي بعضاً من الأدعية التي تُعينك في الدعاء للمقربين منكِ:

1. اللهم كما جمعت بيني وبين اصدقائي وأحبَّتي في هذه الدُنيا، فاجمع بيننا بالآخرة ياربَّ العالمين.
2. اللهم اجعلها محبةً خالصةً لوجهك الكريم ولا تجعلها لمصالحٍ ولا حسابات.
3. اللهم ارزُقهم رزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه يا أرحم الراحمين.
4. اللهم اجمع بيننا في خيرٍ وعلى خيرٍ إنَّكَ أنتَ أهلُ الخير والمغفرةِ والرَّحمةِ.
5. اللهم ارحمنا برحمتك وأغننا بفضلك عمَّن سواك، ولا تجعل لنا همَّاً ولا غمَّاً ولا حاجةً أو غايةً إلَّا قضيتها يا رحمن يا رحيم.

واسأل الله -عزَّ وجل- أن يوفقك لكلِّ خيرٍ وأن يجمع بينكِ وبين صديقاتك بالخير والمودَّة، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الصحبة الصالحة في السبعة الذين يظلهم الله -تعالى- في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، وقال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ .. وذكر منهم .. ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه). "أخرجه البخاري"