كيف أدعو لشخص بالسعادة وراحة البال؟

بارك الله لك في حرصك على التخفيف عمّا أصاب صديقك، واعلم أن دعاءك لصاحبك له ميزة تأمين الملائكة معك في الدعاء، لذلك فهو من الأدعية المحببة وهو مظنة الإجابة، كما جاء في الحديث عند مسلم عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ).

أما كيف تدعو له؛ فأضع بين يديك النصائح والأدعية الآتية:

1. الحرص على تحرّي الأوقات الفاضلة؛ كسجودك في الصلاة، أو عند فطرك إن صمت، أو بين الأذان والإقامة، أو في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، فهذه أوقات فاضلة للدعاء.
2. الدعاء بجوامع الدعاء مثل قولك: اللهم أعذه من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال.
3. الدعاء له بالقول: اللهم فرج همه ونفس كربه، واقض دينه، وأعنه على مصابه، واهده صراطك المستقيم.
4. أيضاً: اللهم عافه، واعف عنه، ووسع عليه، وارزقه من فضلك، وازرقه العافية واليقين.

ومع دعائك له فإني أنصحك أن ترشده إلى:

1. الاستعانة بالله، وتفويض أمره إلى الله، فهو خير من توكل عليه.
2. انصحه بتقوى الله وطاعته، يجعل له فرجاَ ومخرجاً من بلائه كما وعد -سبحانه-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..) "الطلاق ، 2-3".

وأوصه أيضاً بالإكثار من أدعية إزالة الهم والغم والكرب ومنها:

1. (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) ، متفق عليه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
2. (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) صحيح، رواه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
3. (يا حي قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) صحيح، رواه النسائي من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

والله تعالى أعلم.

هناكَ العديد من الآيات القرآنية التي تُريح القلب والرّوح، وندعوكَ لقراءَتِها على نفسكَ ومن تحبّ، ومنها:

1. (لا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) "البقرة: 286".

كما وردت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديثٌ تبعث في نفسك السّكينة والرّاحة، ومنها:

1. قال رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: (اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ). أخرجه مسلم.
2. صحّ عن عائشة -رضي الله عنها- (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَّمها أنْ تقولَ اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا). أخرجه ابن حبّان.

كما يمكنكَ الدّعاء بما يجول في خاطرك؛ لإسعاد أخيك المسلم في ظهر الغيب، نعرض لكَ بعضاً منها:

1. اللهمّ أسعده وبارك له في صحّته وعافيته ولا تشغله إلا بطاعتك ومحبّتك ورضاك.
2. ربّ أزح عنه الهموم والأحزان، رب أرح قلبه وسمعه وبصره، واذهب عنه كل عين وحسد وسحر.
3. اللهمّ إنّي أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أنْ تحبّه وأن تحبب خلقك به.
4. أسألك يا رب أن تبعد عنه شرور الإنس والجن، وأن تُيسِّر له الخير حيث كان إنّك على كل شيء قدير.
5. اللهمّ ارزقْه أجمل الأقدار وألطفها، اللهمّ خذ بيده للطريق المستقيم واجلب له خيريّ الدنيا والآخرة.
6. اللهم اشرح صدره ويسر أمره، اللهمّ ارضَ عنه، ورَضِّه بما كتبتَه له واغنِه بفضلك وكرمك، وتولَّه برحتمك يا أرحم الراحمين.