في أي عام انشق القمر؟

حياك الله السائل الكريم، حصلت حادثة انشقاق القمر بزمن قريب من معجزة الإسراء والمعراج قبل الهجرة، وذلك بعد أن طلب المشركون من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يثبت صدق نبوته بشقّ القمر، فانشقّ القمر نصفين أمام الجميع.

وقد أيّد الله -سبحانه وتعالى- النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- بمعجزات كثيرة؛ ليؤمن الناس به وبدعوته، وقد تعددت هذه المعجزات، ومن تلك المعجزات، معجزة شقّ القمر.

وثبت عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال -رضي الله عنه- قال: (انشقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال المشركون: هذا سِحرٌ سحركم ابنُ أبي كبشةَ، ولكن انظُروا إلى من يقدُمُ من السِّفارِ فسلوهم، فقدِموا فسألوهم فقالوا: رأيناه قد انشقَّ). "ذكره ابن حجر، صحيح"

وفي هذا الحديثِ أخبرنا الصحابي الجليل عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ -رضِيَ اللهُ عنه-: أنّ القمر انقسَمَ نِصفينِ، وكان ذلك في مكَّةَ المكرّمة قبْلَ الهجرةِ، فقال المشركون: "سحَرَكم ابنُ أبي كبْشةَ"، وقد كانوا يُطلِقون هذا اللقب على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو رَجُلٌ مِن خُزاعةَ خالف العرب في ديانتهم، فشُبّهوه بالنَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-.

وقد بدأوا بسؤال القادِمين مِن السَّفرِ؛ لاعتقادهم أنَّ المسافرَ لا يقعُ عليه السِّحرُ مثل من كان موجودًا، فقدِمَ بعضُ المسافرينَ، فسَأَلوهم، فأخبروهم أنّهم رأوه قد انشقّ، فكان الانشقاق حقيقيًّا بحيث رآهُ كلُّ النَّاسِ في كلِّ مكان.

وفي العلم الحديث ظهرت بعض الصور التي توضح وجود شقوق وصدوع على سطح القمر، لكن نظرًا لكون الباحثين غير مسلمين فقد فرضوا نظريات لوجودها، ولم يعترفوا بأنها حدثت بسبب الانشقاق، وبعض هذه التشققات أشبه "بِوَصلاتِ لِحام" وكأننا أمام سطح معدني تشقق ثم التحم.