إن أوترت بركعة واحدة ماذا أقرأ فيها؟ وإن أوترت بثلاث، هل أسلم فيما بينهم؟

أسأل الله أن يتقبل منكم صالح عملكم، بالنسبة للقراءة في صلاة الوتر فالمأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يوتر بثلاث ركعات، يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الركعة الأخيرة سورة الإخلاص.

جاء في الحديث عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب قل يا أيُّها الكافرونَ وفي الثَّالثةِ ب قل هوَ اللَّهُ أحدٌ ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ ويقولُ - يعني بعدَ التَّسليمِ- سبحانَ الملِك القدُّوسِ ثلاثًا). "أخرجه النسائي، صحيح"

وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- نحو حديث أبي بن كعب إلا أنها قالت: (وفي الثالثةِ بقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ والْمُعَوِّذَتَينِ)، "أخرجه ابن حبان في صحيحه" فإذا أوترت بركعة واحدة -وهو جائز لا حرج فيه-؛ فإمّا أن تقرأ فيها سورة الإخلاص، أو سورة الإخلاص مع الفلق والناس.

وذلك لأنها ستكون الركعة الأولى والأخيرة من الوتر تختم بها صلاتك، فكأنها الركعة الثالثة بالنسبة للوارد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبالنسبة لسؤالك عن موضع التسليم؛ فإن أوترت بثلاث ركعات فالسّلام بعد الركعتين جائز، فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- صورتان لذلك:

1. الصورة الأولى: أن تُصلّي ركعتين ثم تُسلِّم، ثم تقوم وتُصلِّي الثالثة.

جاء عن ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ كان يُسلِّم بين الركعةِ والركعتينِ في الوترِ؛ حتى يأمُرَ ببعضِ حاجتِه). "أخرجه البخاري"

1. الصورة الثانية: أن تُصلِّي الثلاث ركعات متّصلات دون سلام أو جلوس بينهن

كما ورد في حديث أُبي بن كعب المذكور أعلاه لما قال: (ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ). "أخرجه النسائي، صحيح"

وهناك صورة ثالثة وهي أن يفصل بين الركعة الثانية والثالثة بتشهد دون تسليم، فهذه الصورة كرهها جمهور العلماء لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: (لا تُوتِروا بثلاثٍ، أَوْتِروا بخمسٍ أو سَبعٍ، ولا تَشبَّهوا بصلاةِ المغربِ). "أخرجه ابن حبان في صحيحه"

والله أعلم.