إلى من ترجع السلالة العثمانية؟

أهلا ومرحبا بك، ترجع سلالة سلاطين الدولة العثمانية إلى الغازي عثمان الأول بن أرطغرل، زعيم قبيلة القايي التركية، والتي تُعدّ إحدى قبائل الأوغوز الأتراك، وقد كان عاملاً لسلاجقة الرّوم في أواخر عهدهم وضعفهم على إمارة في مناطق الأناضول المُجاورة للحدود الرومانية، وكان ذلك في زمن خلافة بني العباس في عصرهم الرابع، وهو عهد انحسارٍ للدولة العباسية.

وقد وُلد عثمان الأول سنة ستّمئة وستّ وخمسين للهجرة، الموافق لسنة ألف ومئتين واثنين وخمسين ميلادية، وهي السنة التي احتلّ فيها المَغول بغداد عاصمةَ الخلافة العباسية، وعاثوا فيها فساداً، وبعد أن شبّ وصار زعيماً خَلفاً لأبيه أخذ يغزو ثُغور الروم، ويحتلْ منهم القلاع والمناطق باسم دولة سلاجقة الروم، حتّى سقطت تلك الدولة بأيدي المغول.

وقد أعلن عن نفسه سلطاناً للأماكن التي يحكمها، وكان ذلك في حدود سنة ألف ومئتين وخمس وتسعين للميلاد، وبعدها أخذ يُوسّع دولته على حساب الروم حتّى نهاية حياته، فاستحقّ أن يُسمّى "غازي" بجدارة، واستمرّ سلطاناً للدولة الفَتيّة حتى وفاته سنة ألف وثلاثمئة وست وعشرين ميلادية.

وقد سلَّم الراية لولده أورخان الذي توسّع بالدولة العُثمانية، وقفز بها قفزاتٍ جيدة، واستمرت الدولة بالتّوسع على عهد السلاطين اللاحقين، حتّى غدتْ قوة يُحسب لها ألف حساب من بين دول تلك الفترة.

وكان من أكبر انتصاراتها أن فتحَ السلطان محمد الفاتح القُسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، وأنهى دولتهم، فاستحقّ شهادة النّبي محمّد -صلّى الله عليه وسلم- بأنّ خير قائد هو الذي يفتح القُسطنطينية، وخير الجيش جيشه.

وتوالت الفتوحات العثمانية حتّى استطاع السلطان سليم الأول أنْ يضمّ الشام ومصر التي كانت تحت حُكم المَماليك لسلطانه، فتنازل له الخليفة العباسي المُقيم في مصر تحت حماية المماليك المُتوكّل على الله الثّالث عن الخلافة.

وكان ذلك سنة ألف وخمسمئة وسبع عشرة للميلاد، فتسمّى بالخليفة العُثماني الأوّل، واستمرّت الخِلافة في بني عُثمان حتى سنة ألف وتسعمئة وأربع وعشرين ميلادية، وبذلك تكون دولة أبناء عثمان استمرّت حوالي ستّمئة سنة.