أين يقع موقع غزوة الخندق؟

أهلًا ومرحبًا بكَ أخي الكريم، أشكركَ على اهتمامك بالعلمِ، وأسأل الله العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علمًا، واعلم أخي الكريم أنَّ كتب السيرِ والمغازي ذكرت أنَّ غزوةَ الخندق قد وقعت في السنةِ الخامسة للهجرة، وبالتحديد في شهر شوالَ من هذا العام، لكن لم يتمَّ ذكرُ اليومِ الذي وقعت فيه هذه الغزوةَ بالضبطِ.

أمَّا مكان وقوعِ هذه الغزوة: فقد كان في مدينةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث تمَّ حفر الخندقِ حولها، وقد بدأ حفره من طرف الحرَّة الشرقية وانتهى إلى طرف الحرَّة الغربية، وقد كانت فكرة حفر الخندق بمشورة من سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه-، وهي فكرةٌ لم تكن تعرفها العرب من قبل؛ لذلك فقد تفاجأ الأحزاب به.

ولا بدَّ من تنبيهك أخي القارئ إلى أنَّ غزوة الخندق، تُسمَّى كذلك بغزوة الأحزاب؛ ويرجع سبب تسميها بهذا الاسم إلى أنَّ مشركي قريش وغطفان ويهود المدينة المنورة ومن حالفهم، قد تحالفوا ضدَّ المسلمين فيها، وقد وردت أحداث هذه الغزوة في القرآن الكريم.

قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا). [الأحزاب: 9-11]

وقد وضّحت الآية الكريمة أنَّ غزوة الأحزاب كانت ابتلاءً عظيماً للمسلمين؛ فهي لم تستمر لمدةِ يومٍ أو يومينِ، بل استمرّ حصارهم في المدينة المنورة شهرًا كاملًا، ثمَّ بعد ذلك نصرهم الله -عز وجل- بجنوده، ويرجعُ الفضلُ في نصرهم بعد فضل الله إلى نعيم بن مسعود، والذي لم يكن أحد من المشركين يعلمُ بإسلامه، فحاول بذكائه وفطنته خلقِ فتنةٍ بين صفوف المشركين واليهود.