أين ولد الرسول عليه الصلاة والسلام؟

و‌عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

إ‌‌ن من دواعي السرور أن يهتم أطفالنا الأعزاء بالسؤال عن مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وعن خلُقه وأدق تفاصيل سيرته المباركة، حتى تكون هذه السيرة العطرة منهجهم الذي يعودون إليه في تزكية قلوبهم، وتقويم سلوكهم.

أما عن مكان ولادة النبي صلّى الله عليه وسلم فقد نقل أهل السيرة وصف ولادة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: وضعته أمّه في الطرف الشرقي من مكة المكرمة على بعد ثلاثمئة متر من المسجد الحرام في شعب بني هاشم، والذي يسمى بشعب أبي طالب، وشعب عليّ، وشعب أبي يوسف.

وهو المكان الذي حاصرت فيه قريش بني هاشم عند بدء الدعوة في دار ورثها النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبها لابن عمه عقيل بن أبي طالب زمن الهجرة، فلم تزل فى يد عقيل حتى توفي.

وبعد وفاته باعها أولاده لمحمد ابن يوسف الثقفي أخي الحجاج بن يوسف، وأدخل ذلك البيت في داره التي يقال لها "البيضاء"، ولم تزل كذلك حتى حجت خيزران جارية المهدي أم هارون الرشيد، فأفرزت ذلك البيت عن تلك الدار، وجعلته مسجدا يصلى فيه.

وفي عام 1953 أنشئ في ذلك المكان مكتبة مكة المكرمة أمام باب الملك عبد العزيز وسط المنازل والأسواق التي أزيلت بعد توسعة الحرم، فبقيت البناء الوحيد تحيط بها ساحات الحرم ثم أزيل مبنى المكتبة بعد التوسعة الأخيرة.

وأما عن زمان ولادته فقد اتفق أصحاب السير على أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في شهر ربيع الأوّل يوم الاثنين بلا خلاف، كما جاء في حديث أبي قتادة الأنصاري حين سئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: (ذاك يوم ‌ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي فيه-) حديث صحيح رواه مسلم.

نسأل الله أن يجعلنا من المقتدين بسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً والحمد لله رب العالمين.