أين ذهب قابيل بعد قتل أخوه هابيل؟

حيّاك الله، ليس في ذلك خبرٌ ثابتٌ بسند يُعتمد عليه، وما يذكره أهل التاريخ من مصير ابن آدم القاتل المشهور باسم قابيل في قصة قابيل وهابيل؛ إنّما مصدره الإسرائيليات وما هو موجود في كتب السابقين.

وقد رُوي في ذلك خبرين اثنين:

1. الأول

إن الله عاجله بعقوبةٍ بعد قتله لأخيه، كما نقل ذلك ابن كثير رحمه الله في كتاب لبداية والنهاية حيث قال: "وقد ذكر مجاهد: أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه، فعلقت ساقه إلى فخذه، وجعل وجهه إلى الشمس كيفما دارت، تنكيلًا به وتعجيلًا لذنبه، وبغيه، وحسده لأخيه لأبويه" (1\106)، وقيل: بل كان قابيل على ذروة جبل فنطحه ثور فوقع ومات، وقيل: دعا عليه أبوه آدم فانخسفت به الأرض ^[١] .

1. الثاني

عاش بعد ذلك وسكن في عدن وتزوّج وأنجبت زوجته ثم مات، وقد نقل ذلك ابن كثير أيضاً عن أهل الكتاب حيث قال: "والذي رأيته في الكتاب الذي بأيدي أهل الكتاب الذين يزعمون أنه التوراة، أن الله عز وجل أجله وأنظره، وأنه سكن في أرض نود في شرقي عدن، وهم يسمونه قنين، وأنه ولد له خنوخ". (1\106)

وسواء كان الله قد عاجله بعقوبةٍ في الدنيا أو أجّل عقوبته إلى يوم القيامة، فما فعله قابيل جرمٌ عظيمٌ؛ لأنّه أول من سنّ القتل في بني آدم ظُلماً وعدواناً وبغياً وحسداً، لذلك جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إلَّا كانَ علَى ابْنِ آدَمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها؛ لأنَّهُ أوَّلُ مَن سَنَّ القَتْلَ) أخرجه البخاري، ويكفيه هذا الإثم والعقوبة مع ما ينتظره من عذاب يوم القيامة ^[٢] .

والله أعلم