1

هل كان يوجد حصان طائر في عصر سيدنا سليمان؟

قرأت على الإنترنت في أحد المواقع الالكترونية أن سيدنا سليمان عليه السلام كان عنده حصان طائر، ولكن الموقع لم يوثق القصة من مصدر معروف، لذا شككت في المعلومة وأريد التأكد منكم، فهل كان يوجد حصان طائر في عصر سيدنا سليمان؟

14:03 01 ديسمبر 2021 7364 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة عائشة الظفيري 14:03 01 ديسمبر 2021

أهلاً بك السائل الكريم، هذا الكلام ذكره أهل التفسير عند الكلام في تفسير قصة سليمان -عليه الصلاة والسلام- مع الخيول التي أشارت إليها في قوله -تعالى-: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد)، "سورة ص: 31" ومثل هذا الأمر يعني كون خيول سليمان -عليه السلام- لها أجنحة أمر مُحتمل منقول عن أهل الكتاب، وسمعه النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يُنكره، ونُقل عن السلف في كتب المفسرين، ولا مانع من تصديقه إذ لا معجز لقدرة الله.


حيث نقل المفسرون هنا أقوال عن بعض السلف في وصف خيول سليمان -عليه السلام- والتي وصفها أكثرهم بأنها مُجنحة، أيّ: لها جناحان، حيث نقل الإمام القرطبي -رحمه الله- هذه الأقوال في تفسيره الجامع للقرآن عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والحسن البصري، والضحاك، وإبراهيم التيمي، وغيرهم، وذكروا مِن وصفها أنّها خرجت من البحر، وأنها كانت منقوشة ولها جناحان.


وقد يستدل بعضهم بصدق هذه الوصف بما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، من غزوةِ تبوكٍ أو خيبرٍ وفي سهوتِها سترٌ، فهَبَّتْ ريحٌ فكَشَفَتْ ناحيةَ السِّتْرِ، عن بناتٍ لعائشةَ -أي لَعِبٌ- فقال: ما هذا يا عائشةُ؟ قالت: بناتي! ورأى بينَهُنَّ فرسًا له جَناحانٍ مِن رِقاعٍ، فقال: ما هذا الذي أرى وَسَطَهُنَّ؟ قالت: فَرَسٌ. قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جَناحان. قال: فرسٌ له جَناحانِ؟ قالت: أما سَمِعْتَ أن لسليمانَ خيلًا لها أجنحةً؟ قالت: فضَحِكَ حتى رَأَيْتُ نواجذَه). " أخرجه أبو داوود، صحيح"


وهذا الحديث يدل على أنّ وصف خيول سليمان -عليه الصلاة والسلام- أنها كانت مُجنحة كان مشهوراً ومتداولاً بين الناس قديماً، حتى أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- رغم صغر سنّها سمعت هذا القول والنِسبة، والظاهر أنه مما تداوله وأخذه الناس من كلام أهل الكتاب، لأن اليهود كانوا يسكنون المدينة كما هو معلوم، والظاهر أنّ هذا الخبر كان متداولاً بين الأنصار حتى وصل عائشة -رضي الله عنها-.


ولكن هل يقال أن ضحك النبي -صلى الله عليخ وسلم- وسكوته هو إقرار لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- على هذا الوصف للخيل وتصديقه لها؟ أم أنه ضحك لمجرد إعجابه بكلامها وسرعة بديهتها ولملاطفته لها؟ والجواب يحتمل الأمرين، لكن الأظهر هو الأمر الثاني، إذ أن ضحكه وسكوته كان مجرد ملاطفة لها ولكلامها، والله أعلم.


وقد أمرنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعنا كلام أهل الكتاب وأخبارهم التي لا تُناقض ما عندنا من القرآن والسنة ألّا نصدُقهم ولا نُكذبهم، كما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ وقُولوا: (آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ)، " سورة البقرة: 136"). "أخرجه البخاري"


والله -تعالى- أعلم بالصواب.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع