ما هي المدة التي تقضيها المرأة للذهاب للعمرة بعد الاستحاضة؟

حياك الله الأخت السائلة، من أراد العمرة وقدم من خارج حدود المواقيت المكانية للعمرة، فيلزمه الإحرام من الميقات الذي يمرّ عليه؛ سواءً أكان مكياً أم آفاقياً، ويقصد بالآفاقي من كان من غير سكان مكة المكرمة، لذا يلزمك الإحرام من الميقات الذي تمرين عليه.

أمّا بالنسبة للحيض، فيجوز للمرأة الذهاب لأداء العمرة أثناء الحيض؛ فلا يشترط الطهارة في مناسك العمرة إلّا في الطواف؛ فمن شروط صحة الطواف الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، ويشترط للمكث في المسجد الحرام وغيره من المساجد الطهارة من الحدث الأكبر فقط.

وأمّا الطواف تختلف الفتوى في هذه المسألة باختلاف الظرف المكاني والزماني، واختلاف الاعتبارات الفقهية لدى فقهاء المسلمين نبينها على النحو الآتي:

1. الحائض إذا أمكنها المكث في مكة والانقطاع عن الرفقة حتى تطهر، أو تيسّر لها السفر والبقاء على إحرامها ثم العودة في أقرب فرصة لاستكمال مناسكها، فذلك هو الواجب عليها، حرصاً على أداء نسكها على أكمل وجه، بعيداً عن رخص الفقهاء التي نلجأ إليها عند المشقة البالغة.
2. أما إذا تيسرت العزيمة للحائض من جهة المال والأمان والمحرم ونحو ذلك، فالأصل أن تلتزم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم المؤمنين عائشة: (افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي). "أخرجه البخاري"
3. أمّا إذا وقعتِ في حرج شديد ومشقة بالغة، ولم تتمكني من امتثال الأصل الواجب، فقد أجاز بعض الفقهاء للمرأة المضطرة التي تخشى فوات رفقتها أن تطوف على حالها ولا شيء عليها، لأن الله -تعالى- قال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) "التغابن: 16"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم)، "أخرجه البخاري" وهي لا تستطيع إلّا هذا، وقد اتقت الله ما استطاعت، فليس عليها غير ذلك، والله تعالى أعلم.

وتجدر الإشارة إلى أن استخدام لفظ الاستحاضة الذي تم استخدامه في السؤال استخدام خاطئ؛ إذ إن الحيض يختلف عن الاستحاضة، والله أعلم.